إن الشعر الأندلسي من أكثر
أنواع الأشعار انتشارا في الوطن العربي ، وهو ليس نوعا حديثا من الشعر بل انه احد
الأنواع الضاربة في القدم حيث يرجع تاريخ ظهوره إلى أكثر من ألف عام مضت ، و على
غرار باقي أنواع الأشعار الأخرى فان الشعر الأندلسي فيه الكثير من الأنواع أيضا
حيث نجد هنالك ذلك الذي يندرج ضمن مجال التصوف حيث ينظم فيه الشاعر أبياتا تمجد
الخالق و تقدسه وأيضا يتحدث في الغالب عن الورع و الزهد في الدنيا و محبة الله ،
أيضا من جهة أخرى نجد أنواع أخرى كالمديح والذي لطالما وجه إلى كبرى الشخصيات في
المجتمع العربي كالملوك و الرؤساء والوزراء و المشاهير ، و من ابرز الأنواع أيضا
وأكثرها انتشارا نجد هناك الرثاء هذا الأخير أخد نصيبا كبيرا جدا في الشعر
الأندلسي مع الإشارة إلى انه أيضا يغنى كقصيدة غنائية ، ومن أشهر القصائد في هذا
المجال نجد هنالك قصيدة رثاء الأندلس ، عموما فان موضوعنا لهذا اليوم سوف يكون عن
الرثاء في الشعر العربي ، لهذا وان كنت احد المهتمين بهذا الموضوع فإننا ندعوك لان
تتابع القراءة إلى آخر سطر لأنك على وشك الحصول على الاستفادة بشكل كبير جدا .
رثاء المكان - المدن والممالك
من أكثر أنواع الرثاء و الذي يكثر وجوده في الشعر الأندلسي
بشكل كبير جدا نجد هنالك الرثاء الموجه إلى المكان ، حيث نجد هنالك الرثاء الذي
يطال المناطق المسلوبة بعد الحرب كرثاء الأندلس وأيضا الحنين إلى المكان و الذي
يدفع الشاعر لنظم أبيات يصف فيها حنينه إلى مدينته ، ونجد أن من أكثر أنواع
القصائد الرثائية انتشارا تلك التي تطال المدن و المكان بصفة عامة
.
قصائد رثاء الأندلس
بالرغم من شيوع الكثير من
أنواع القصائد الرثائية آنذاك إلا أن قصائد رثاء الأندلس دائما ما كانت ولازالت
تأخد النصيب الأكبر من الشهرة و ذلك بسبب ما كان يعرفه العالم العربي آنذاك من
أحداث سياسية وحروب ضارية ، حيث أن هنالك العديد من الأحداث التي طالت هذه القصائد
و التي من أبرزها على سبيل المثال عبور المسلمين و العرب جبل طارق من المغرب نحو
اسبانيا و بالتحديد غرناطة ، هذه المدينة التي نجدها حاضرة في اغلب القصائد
الرثائية لأنها أخذت النصيب الأكبر من الأحداث السياسية ، كما أن هذه المدينة قد
شهدت على خسائر فادحة تكبدها العرب مما أدى بهم إلى الحسرة و الحزن وهذا أيضا ظهر
في قصائد الرثاء و التي أطلق عليها أيضا بكائيات الرثاء نظرا لما تحمله من حزن
عميق لما حصل من خسائر ، ومن أشهر القصائد التي لازالت تتغنى إلى يومنا الحالي نجد
هنالك القصيدة الشهيرة لأبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس و التي تصف تفصيليا ما
حصل عن طريق رثاء المكان
.
ما هي أغراض الشعر الأندلسي الرثائي ؟
إن لكل نوع من الشعر غرض معين
يطمح له ، على سبيل المثال في شعر التصوف
نجد هنالك الدعوة إلى حب الخالق و الزهد و الصلاح ، و في القصائد الرثائية
أيضا هنالك أغراض معينة و رسائل بين السطور أو بالأحرى الأبيات الشعرية ، على سبيل
المثال ورجوعا إلى الشعر الجاهلي نجد هنالك أن الرثاء كان حاضرا فيه وبقوة شديدة
حيث نجد هنالك رثاء الابن والزوج أو الابن و قد كان يعرف آنذاك أيضا بالبكاء على
الميت وهو أيضا نوع من الرثاء الذي يصدر عن الفقد الذي يشعر فيه الشاعر فيقوم
بترجمته إلى أبيات شعرية يعبر من خلالها عن حزنه لفراق أهله ، و أيضا الرثاء في
القصيدة الأندلسية اتخذ صورا متعددة نجد من بينها رثاء الحاكم أو الملك أو الوزراء
نتيجة المصاب الذي قد يصيبهم ، فيقوم الشاعر بنظم أبيات حزينة يرثي فيها صاحب
المصاب ، هذا من جهة أما من جهة أخرى ودائما عن موضوع الرثاء في الشعر العربي نجد
أيضا رثاء المكان حاضرا وبقوة شديدة على الخصوص بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها
العرب في الأندلس و بالتحديد في غرناطة حيث نجد أن اغلب القصائد ترثي أحداث
الأندلس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق